كتاب: كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال **


الجنة

39769- عن قيس بن أبي حازم قال‏:‏ خطب عمر بن الخطاب الناس ذات يوم فقال في خطبته‏:‏ إن في جنات عدن قصرا له خمسمائة باب، على كل باب خمسة آلاف من الحور العين، لا يدخله إلا نبي، ثم التفت إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ هنيئا لك يا صاحب القبر‏!‏ ثم قال‏:‏ أو صديق، ثم التفت إلى قبر أبي بكر فقال‏:‏ هنيئا لك يا أبا بكر‏!‏ ثم قال‏:‏ أو شهيد، ثم أقبل على نفسه فقال‏:‏ أنى لك الشهادة يا عمر‏!‏ ثم قال‏:‏ إن الذي أخرجني من مكة إلى هجرة المدينة قادر أن يسوق إلي الشهادة‏.‏

‏(‏طس، كر‏)‏‏.‏

39770- عن مجاهد قال‏:‏ قرأ عمر على المنبر‏(‏جنات عدن‏)‏ فقال‏:‏ أيها الناس‏!‏ هل تدرون ما ‏(‏جنات عدن‏)‏‏؟‏ قصر في الجنة له عشرة آلاف باب، على كل باب خمسة وعشرون ألفا من الحور العين، لا يدخله إلا نبي أو صديق أو شهيد‏.‏

‏(‏ش وابن منذر وابن أبي حاتم‏)‏‏.‏

39771- عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ حين خلق الله جنة عدن خلق فيها ما لاعين رأيت ولا خطر على قلب بشر ثم قال لها تكلمي‏!‏ فقالت ‏(‏قد أفلح المؤمنون‏)‏‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

39772- عن ابن مسعود قال‏:‏ إن أنهار الجنة تفجر من جبل مسك‏.‏

‏(‏ق في البعث - وصححه‏)‏‏.‏

39773- ‏{‏مسند علي‏}‏ عن الأصبغ بن نباتة قال‏:‏ سمعت عليا يقول‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ جنة عدن قضيب غرسه الله بيده ثم قال‏:‏ كن‏!‏ فكان‏.‏

‏(‏ابن مردويه‏)‏‏.‏

39774- عن علي في قوله تعالى ‏(‏وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا‏)‏ حتى إذا جاؤها وجدوا عند باب الجنة شجرة تخرج من أصلها عينان فعمدوا إلى إحداهما فكأنما أمروا بها فاغتسلوا - وفي رواية‏:‏ فتوضؤا بها - فلا تشعث رؤسهم بعد ذلك أبدا ولا تغير جلودهم أبدا فكأنما ادهنوا بالدهان وجرت عليهم نضرة النعيم، ثم عمدوا إلى الأخرى فشربوا منها فطهرت أجوافهم فلا يبقى في بطونهم قذى ولا أذى ولا سوء إلا خرج، وتتلقاهم الملائكة على باب الجنة ‏(‏سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين‏)‏ وتتلقاهم الولدان كاللؤلؤ المنثور يخبرونهم بما أعد الله لهم، يطيفون بهم كما يطيف ولدان أهل الدنيا بالحميم، يقولون‏:‏ أبشروا‏!‏ أعد الله لك كذا وكذا وأعد لك كذا، ثم يذهب الغلام منها إلى الزوجة من أزواجه فيقول‏:‏ قد جاء فلان - بأسمه الذي يدعى به في الدنيا - الفرح حتى تقوم أسكفة بابها فتقول‏:‏ أنت رأيته‏!‏ فيجيء فينظر إلى تأسيس بنيانه على جندل اللؤلؤ من بين أخضر وأصفر وأحمر من كل لون، ثم يجلس فإذا ذرابي مبثوثة، ونمارق مصفوفة، وأكواب موضوعة، ثم يرفع رأسه إلى سقف بنيانه فلولا أن الله تبارك وتعالى سخر ذلك له لألم أن يذهب بصره، إنما هو مثل البرق، ثم يتكيء على أريكة من أرائكه ثم يقول‏:‏ الحمد لله الذي هدانا لهذا - الآية‏.‏

‏(‏ابن المبارك، عب، ش، وعبد بن حميد، وابن راهويه، وابن أبي الدنيا في صفة الجنة، وابن أبي حاتم، وابن جرير، ع، والبغوي في الجعديات، وأبو نعيم في صفة الجنة، وابن مردويه، ق في البعث، ض؛ قال الحافظ ابن حجر في المطالب ‏(‏أورده ابن حجر في المطالب العالية ‏(‏4/400‏)‏ رقم 4674‏.‏ ص‏)‏ العالية‏:‏ هذا حديث صحيح وحكمه حكم المرفوع إذ لا مجال للرأي في مثل هذه الأمور‏)‏‏.‏

أهل الجنة

39775- عن عمر قال‏:‏ جاء ناس من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا‏:‏ يا محمد‏!‏ أفي الجنة فاكهة‏؟‏ قال‏:‏ نعم، فيها فاكهة ونخل ورمان، قالوا‏:‏ أفتأكلون كما تأكلون في الدنيا‏؟‏ قال‏:‏ نعم وأضعاف ذلك، قالوا‏:‏ فتقضون الحوائج‏؟‏ قال‏:‏ لا، ولكن يعرقون ثم يرشحون فيذهب الله ما في بطونهم من أذى‏.‏

‏(‏الحارث وعبد بن حميد وابن مردويه - وسنده ضعيف‏)‏‏.‏

39776- عن بريدة بن الخصيب أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله‏!‏ هل في الجنة خيل‏؟‏ قال‏:‏ إن يدخلك الله الجنة فلا تشاء تركب على فرس من ياقوتة حمراء تطير بك في الجنة حيث شئت، فجاء رجل آخر فقال‏:‏ يا رسول الله‏!‏ هل في الجنة إبل‏؟‏ فلم يقل له مثل ما قال لصاحبه، قال‏:‏ إن يدخلك الله الجنة يكن لك فيها ما اشتهت نفسك ولذت عينك‏.‏

‏(‏أبو نعيم، كر‏)‏‏.‏

39777- عن أبي أمامة قال‏:‏ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ هل يجامع أهل الجنة‏؟‏ قال‏:‏ نعم، دحاما دحاما ولكن لا مني ولا منية‏.‏

‏(‏ع، كر‏)‏‏.‏

39778- عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ بينا أهل الجنة في مجلس لهم إذ لمع لهم نور غلب من نور الجنة فرفعوا رؤسهم فإذا الرب تبارك وتعالى قد أشرف عليهم فقال سبحانه‏:‏ سلوني‏!‏ فقالوا‏:‏ نسألك الرضاء عنا‏!‏ فقال‏:‏ رضائي أحلكم داري وأنيلكم كرامتي وهذا أوانها فسلوا‏!‏ فيقولون‏:‏ نسألك الزيارة إليك‏!‏ فيؤتون بنجائب من نور تضع حوافرها عند منتهى طرفها، وتقودهم الملائكة بأزمتها فينتهي بهم إلى دار السرور فينصبغون بنور الرحمن ويسمعون قوله‏:‏ مرحبا بأحبابي وأهل طاعتي‏!‏ ارجعوا بالتحف إلى منازلكم - ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية ‏(‏نزلا من غفور رحيم‏)‏‏.‏

‏(‏ابن النجار؛ وفيه سليمان بن أبي كربة، قال عد‏:‏ عامة أحاديثه مناكير‏)‏‏.‏

39779- عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سئل‏:‏ هل يمس أهل الجنة أزواجهم‏؟‏ قال‏:‏ نعم بذكر لا يمل وشهوة لا تنقطع‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

39780- عن حسناء بنت معاوية قالت حدثني عمر قال قلت‏:‏ يا رسول الله‏!‏ من في الجنة‏؟‏ قال‏:‏ النبي في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة، الموؤدة في الجنة‏.‏

‏(‏أبو نعيم‏)‏‏.‏

39781- ‏{‏مسند علي‏}‏ عن أبي فروة يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي ثنا أبي إسماعيل بن زياد عن جرير بن سعيد عن الضحاك بن مزاحم عن النزال بن سبرة عن علي قال قلت‏:‏ يا رسول الله‏!‏ ‏(‏يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا‏)‏ قلت كلهم ركبانا‏؟‏ قال‏:‏ يا علي‏!‏ والذي نفسي بيده إنهم إذا خرجوا من قبورهم استقبلوا بأينق عليها رحال الذهب، شرك نعالهم نور يتلألأ، فيسيرون عليها حتى ينتهوا إلى باب الجنة، فإذا حلقة من ياقوت على صفائح الذهب، وإذا عند باب الجنة شجرة ينبع من أصلها عينان فيشربون من إحدى العينين، فإذا بلغ الشراب الصدر أخرج الله ما في صدورهم من غل أو حسد أو بغي، وذلك قول الله تعالى ‏(‏ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين‏)‏ فلما انتهى الشراب إلى البطن طهرهم من دنس الدنيا وقذرها، وذلك قول الله تعالى ‏(‏وسقاهم ربهم شرابا طهورا‏)‏ ثم اغتسلوا من الأخرى فجرت عليهم نضرة النعيم، فلا تشعث أبدانهم ولا تغير ألوانهم أبدا، فيضربون بالحلقة على الصفائح، فيسمع لذلك طنين، فيبلغ كل حوراء أن زوجها قدم فتبعث بقيمها، فلولا أنه عرفه نفسه لخر له ساجدا من النور والبهاء والحسن، فيقول‏:‏ يا ولي الله‏!‏ إنما أنا قيمك الذي وكلت بمنزلك‏.‏

فينطلق وهو بالأثر حتى ينتهي به إلى قصر من فضة شرفه الذهب، يرى ظاهره من باطنه وباطنه من ظاهره، فيقول‏:‏ لمن هذا‏؟‏ فيقول الملك‏:‏ هو لك - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ لو مات أحد من الفرح لمات‏!‏ فيريد أن يدخله، فيقول له‏:‏ أمامك‏!‏ فلا يزال يمر به على قصوره وعلى خيامه وعلى أنهاره حتى يمر به على غرفة من ياقوتة من أسفلها إلى أعلاها مائة ألف ذراع، قد بنيت على جبال الدر والياقوت، بين أبيض وأحمر وأخضر وأصفر، ليس منها طريقة تشاكل صاحبتها في الغرفة سرير عرضه فرسخ في طول ميل، عليه من الفرش على قدر سبعين غرفة بعضها فوق بعض، فرشه لون وسريره لون، وعلى رأس ولي الله تاج، لذلك التاج سبعون ركنا، في كل ركن منها ياقوتة تضيء مسيرة ثلاث للمتعب، ووجهه مثل القمر ليلة البدر، وعليه طوق ووشاحان، له نور يتلألأ، وفي يده ثلاثة أسورة‏:‏ سوار من ذهب وسوار من فضة وسوار من لؤلؤ، وذلك قوله ‏(‏يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا‏)‏ وعليه سبعون حلة من حرير مختلفة الألوان على رقة الشقائق النعمان، وذلك قوله تعالى ‏(‏ولباسهم فيها حرير‏)‏ يهتز السرير فرحا وشوقا إلى ولي الله فاتضع له حتى استوى عليه، وينظر إلى أساس بنيانه يسترقه مخافة أن يلتمع ذلك النور بصره‏.‏

فبينما هو كذلك إذ أقبلت حوراء عيناء معها سبعون جارية وسبعون غلاما وعليها سبعون حلة يرى مخ ساقها من وراء الحلل والجلد والعظم كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء وكما يرى السلك في الدرة الصافية، فلما عاينها نسي كل شيء عاينه قبلها، فتستوي على السرير معه، فيضرب بيده إلى نحرها فيقرأ ما في كبدها فإذا هو مكتوب‏:‏ أنا حبك وأنت حبي، إليك انتهت نفسي، وذلك قوله ‏(‏كأنهن الياقوت والمرجان‏)‏، يشبه في بياض اللؤلؤ، فيتنعم معها سبعين سنة لا تنقطع شهوتها ولا شهوته، فبينما هم كذلك إذ أقبل الملائكة وللغرفتين سبعون بابا أو سبعون ألف باب على كل باب حاجب فتقول الملائكة‏:‏ استأذنوا على ولي الله‏!‏ فتقول الحجبة‏:‏ إنه ليتعاظمنا أن نستأذن لكم، إنه مع أزواجه فيقولون‏:‏ الملائكة بالباب يستأذنون عليك‏!‏ فيقول‏:‏ ائذنوا لهم - ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم ‏(‏والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار‏)‏ قال‏:‏ وتلا النبي صلى الله عليه وسلم ‏(‏وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا‏)‏ فلا تدخل الملائكة عليهم إلا بإذن، والأنهار تطرد من تحت مساكنه، والثمار متدلية عليه إن شاء تناولها بفيه، وإن شاء تناولها متكئا، وإن شاء تناولها قاعدا، وإن شاء تناولها قائما ‏(‏أنهار من ماء غير آسن‏)‏ ليس فيها كدر - والآسن الذي يتغير كما يتغير ماء الدنيا - ‏(‏وأنهار من لبن‏)‏ لم يخرج من بين الفرث والدم ولا من ضروع الماشية ‏(‏وأنهار من خمر‏)‏ لم يطأها الرجال بأرجلها ‏(‏لذة للشاربين‏)‏ لا تصدع رؤسهم ولا تغلبهم على عقولهم ‏(‏وأنهار من عسل مصفى‏)‏ من موم العسل لم يخرج من بطون النحل؛ فبينما هو كذلك مرة يتنعم مع أزواجه ومرة يؤتى بغذائه، ومرة يؤتى بشرابه، ومرة تستأذن عليه الملائكة، ومرة يزور ربه فيكلمه عز وجل، ومرة يزور الإخوان في الله، فبينا هو كذلك إذ نور قد غشيه فقال بعضهم‏:‏ ما هذا النور الذي غشي أهل الجنة‏؟‏ فيقول الملائكة‏:‏ هذه حوراء أشرقت من خيمتها فرحا وشوقا إليك، فما غشيك من نور فهو من نور ثغرها‏.‏

‏(‏ابن مردويه ويزيد بن سنان ‏(‏يزيد بن سنان أبو فروة الرهاوي مولى تميم ضعفه ابن معين وأحمد وقال البخاري مقارب الحديث توفى سنة 155 ه تركه النسائي‏.‏ ميزان الاعتدال للذهبي 4/427‏.‏ ص‏)‏ والثلاثة فوقه ضعفاء‏)‏‏.‏

39782- عن عبد الله بن عبد الرحمن الزهري قال‏:‏ دخل هشام بن عبد الملك المسجد الحرام فنظر إلى محمد بن علي بن الحسين وقد أحدق به الناس فأرسل إليه فقال‏:‏ أخبرني عن يوم القيامة ما يأكل الناس فيه وما يشربون، فقال محمد بن علي للرسول‏:‏ قل له يحشرون على مثل فرصة النقي فيها أنهار تفجر‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

39783- ‏{‏مسند علي‏}‏ عن الحارث عن علي قال‏:‏ إن الرجل من أهل الجنة يشتاق إلى أخيه في الله، فيؤتى بنجيبة من نجائب الجنة، فيركبها إلى أخيه، وبينه وبينه مسيرة ألف ألف عام بقدر مسير أحدكم فرسخا أو فرسخين، فيلقاه ويعانقه‏.‏

‏(‏ابن فيل في جزئه؛ وفيه خالد بن يزيد القسيري، قال عد‏:‏ أحاديثه لا يتابع عليها‏)‏‏.‏

النار

39784- عن عمر بن الخطاب قال‏:‏ جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في حين غير حينه الذي كان يأتي فيه، فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا جبريل‏!‏ ما لي أراك متغير اللون‏؟‏ قال‏:‏ ما جئتك حتى أمر الله عز وجل بمفاتيح النار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ يا جبريل‏!‏ صف لي النار وانعت لي جهنم‏!‏ فقال جبريل‏:‏ إن الله تبارك وتعالى أمر بجهنم فأوقد عليها ألف عام حتى ابيضت، ثم أمر فأوقد عليها ألف عام حتى احمرت، ثم أمر فأوقد عليها ألف عام حتى اسودت، فهي سوداء مظلمة لا يضيء شررها ولا يطفأ لهبها، والذي بعثك بالحق لو أن قدر ثقب إبرة فتح من جهنم لمات من في الأرض كلهم جميعا من حره، والذي بعثك بالحق‏!‏ لو أن ثوبا من ثياب النار علق بين السماء والأرض لمات من في الأرض جميعا من حره، والذي بعثك بالحق‏!‏ لو أن خازنا من خزنة جهنم برز إلى أهل الدنيا فنظروا إليه لمات من في الأرض كلهم من قبح وجهه ومن نتن ريحه، والذي بعثك بالحق‏!‏ لو أن حلقة من حلق سلسلة أهل النار التي نعت الله في كتابه وضعت على جبال الدنيا لأرفضت وما تقارت حتى تنتهي إلى الأرض السفلى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ حسبي يا جبريل لا ينصدع قلبي فأموت‏!‏ فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبريل وهو يبكي فقال‏:‏ تبكي يا جبريل وأنت من الله بالمكان الذي أنت به‏!‏ فقال‏:‏ وما لي لا أبكي‏!‏ أنا أحق بالبكاء، لعلي أكون في علم الله على غير الحال التي أنا عليها، وما أدري لعلي أبتلى بما ابتلي به إبليس فقد كان من الملائكة وما أدري لعلي أبتلى بما ابتلي هاروت وماروت، فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبكى جبريل، فما زالا يبكيان حتى نوديا أن يا جبريل ويا محمد‏!‏ إن الله قد آمنكما أن تعصياه؛ فارتفع جبريل، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فمر بقوم من الأنصار يضحكون ويلعبون فقال‏:‏ أتضحكون ووراءكم جهنم‏!‏ فلو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، ولما أسغتم الطعام والشراب، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله تعالى‏!‏ فنودي يا محمد‏!‏ لا تقنط عبادي، إنما بعثتك ميسرا ولم أبعثك معسرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ سددوا وقاربوا‏.‏

‏(‏طس وقال‏:‏ تفرد به سلام الطويل، قال في المغني‏:‏ تركوه‏)‏‏(‏سلام بن سليم الطويل قال في المغني‏:‏ 1/270 ضعيف وهكذا قال في الميزان‏:‏ 2/175 ضعيف لا يكتب حديثه‏.‏ ص‏)‏‏.‏

39785- عن طارق بن شهاب قال‏:‏ جاء يهودي إلى عمر بن الخطاب فقال‏:‏ أرأيت قوله تعالى ‏(‏وجنة عرضها السموات والأرض‏)‏ فأين النار‏؟‏ فقال عمر لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم‏.‏ أجيبوه، فلم يكن عندهم فيها شيء، فقال عمر‏:‏ أرأيت النهار إذا جاء الليل يملاء الأرض فأين الآخر‏؟‏ قال‏:‏ حيث شاء، فقال اليهودي‏:‏ والذي نفسي بيده يا أمير المؤمنين‏!‏ إنها لفي كتاب الله المنزل كما قلت‏.‏

‏(‏عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن خسرو وهو لفظه‏)‏‏.‏

39786- عن عبادة بن الصامت أنه قام على سور بيت المقدس الشرق فبكى‏.‏ فقيل‏:‏ ما يبكيك‏؟‏ قال‏:‏ من ههنا أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى جهنم‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

39787- عن أبي أسامة قال‏:‏ رأيت عبادة بن الصامت على سور بيت المقدس وهو يبكى، فقلت‏:‏ ما يبكيك‏؟‏ قال‏:‏ من ههنا أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى مالكا يقلب الجمر كالقطف‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

39788- عن علي قال‏:‏ إن أبواب جهنم سبعة بعضها فوق بعض فيملأ الأول ثم الثاني ثم الثالث ثم الرابع حتى تملاء كلها‏.‏

‏(‏ابن المبارك، ش - حم في الزهد وهناد وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في صفة النار وابن جرير وابن أبي حاتم، ق في البعث‏)‏‏.‏

39789- عن حطان بن عبد الله قال قال علي‏:‏ أتدرون كيف أبواب جهنم‏؟‏ قلنا‏:‏ كنحو هذه الأبواب، قال لا ولكنها هكذا ووضع يده فوق يد وبسط يده على يده‏.‏

‏(‏حم في الزهد وعبد بن حميد‏)‏‏.‏

39790- تشويه النار فتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه وتسترخي شفته السفلى حتى تضرب سرته‏.‏

‏(‏حم، ت‏:‏ حسن صحيح غريب، وابن أبي الدنيا في صفة النار، ع، كر، ص عن أبي سعيد في قوله ‏(‏وهم فيها كلحون‏)‏ قال - فذكره‏)‏‏(‏أخرجه الترمذي كتاب صفة جهنم باب ما جاء في صفة طعام أهل الجنة رقم 2590 وقال حسن صحيح غريب‏.‏ ص‏)‏‏.‏

39791- عن عمر قال‏:‏ لما كان ليلة أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجبريل‏:‏ أرني مالكا خازن النار، فوقف به عليه فقال‏:‏ يا مالك هذا محمد رسول الله، قال‏:‏ وقد بعث‏؟‏ قال‏:‏ نعم، هو هذا واقف عليك‏!‏ فنظر إليه رسول الله فإذا هو رجل عابس مغضب يعرف الغضب في وجهه فقال‏:‏ يا مالك‏!‏ صف لي جهنم، قال‏:‏ يا محمد‏!‏ والذي بعثك بالحق لو أن حلقة من السلسلة التي ذكرها الله وضعت على جبال الدنيا لذابت حتى تبلغ تخوم الأرض السفلى، يا محمد‏!‏ إن في جهنم واديا يستعيذ بالله من جهنم في كل يوم سبعين مرة، وإن في ذلك الوادي بئرا تستعيذ بالله من ذلك الوادي ومن جهنم سبعين مرة، وإن في البئر جبا يستعيذ بالله من ذلك البئر ومن ذلك الوادي ومن جهنم سبعين مرة وإن في ذلك الجب حية تستعيذ مرة أعدها الله للفسقة من حملة القرآن من أمتك‏.‏

‏(‏ابن مردويه - وفيه عمر بن راشد المديني، قال أبو حاتم‏:‏ وجدت حديثه كذبا‏)‏‏.‏

أهل النار

39792- ‏{‏مسند الصديق‏}‏ عن أبي بكر الصديق قال‏:‏ ضرس الكافر مثل أحد وجلده أربعون ذراعا‏.‏

‏(‏هناد‏)‏‏.‏

39793- ‏{‏من مسند سمرة بن جندب‏}‏ رأيت الليلة رجلين أتياني فأخذا بيدي فأخرجاني إلى الأرض المقدسة فإذا رجل جالس ورجل قائم على رأسه بيده كلوب من حديد فيدخله في شدقه فيشقه حتى يبلغ قفاه ثم يخرجه فيدخله في شدقه الآخر ويلتئم هذا الشدق فهو يفعل ذلك به قلت‏:‏ ما هذا‏؟‏ قالا‏:‏ انطلق، فانطلقت معهما فإذا رجل مستلق على قفاه ورجل قائم بيده فهر أو صخرة فيشدخ بها رأسه فيتدهده الحجر فإذا ذهب ليأخذه عاد رأسه كما كان فيصنع مثل ذلك، فقلت‏:‏ ما هذا‏؟‏ قالا‏:‏ انطلق، فانطلقت معهما فإذا بيت مبني على بناء التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع توقد تحته نار فيه رجال ونساء عراة فإذا أوقدت ارتفعوا حتى يكادوا أن يخرجوا فإذا خمدت رجعوا فيها، فقلت‏:‏ ما هذا‏؟‏ قالا لي‏:‏ انطلق، فانطلقت فإذا نهر من دم فيه رجل وعلى شاطئ النهر رجل بين يديه حجارة فيقبل الرجل الذي في النهر فإذا دنا ليخرج رمى في فيه حجرا فرجع إلى مكانه فهو يفعل به ذلك، فقلت‏:‏ ما هذا‏؟‏ قالا لي‏:‏ انطلق، فانطلقت معهما فإذا روضة خضراء وإذا فيها شجرة عظيمة وإذا شيخ في أصلها حوله صبيان وإذا رجل قريب منه وبين يديه نار فهو يحشها ويوقدها فصعدا بي في شجرة فأدخلاني دارا لم أر دارا قط أحسن منها فإذا فيها رجال شيوخ وشباب وفيها نساء وصبيانظن فأخرجاني منها فصعدا بي في الشجرة فأدخلاني دارا هي أحسن وأفضل منها فيها شيوخ وشباب فقلت لهما‏:‏ إنكما قد طوفتماني فأخبراني عما رأيت‏!‏ قالا‏:‏ نعم، أما الرجل الأول الذي رأيت فإنه رجل كذاب يكذب الكذبة فتحمل عنه في الآفاق فهو يصنع به ما رأيت إلى يوم القيامة ثم يصنع الله تبارك وتعالى به ما شاء، وأما الرجل الذي رأيت مستلقيا فرجل آتاه الله تعالى القرآن فنام عنه بالليل ولم يعمل بما فيه بالنهار فهو يفعل به ما رأيت إلى يوم القيامة وأما الذي رأيت في التنور فهم الزناة، وأما الذي رأيت في النهر فذلك آكل الربا، وأما الشيخ الذي رأيت في أصل الشجرة فذلك إبراهيم عليه السلام، وأما الصبيان الذين رأيت فأولاد الناس، وأما الرجل الذي رأيت يوقد النار فذلك مالك خازن النار وتلك النار وأما الدار التي دخلت أولا فدار عامة المؤمنين، وأما الدار الأخرى فدار الشهداء، وأنا جبريل وهذا ميكائيل‏.‏ ثم قالا لي‏:‏ ارفع رأسك فرفعت فإذا كهيئة السحاب فقالا لي‏:‏ وتلك دارك، فقلت لهما‏:‏ دعاني أدخل داري‏!‏ فقالا‏:‏ قد بقي لك عمر لم تستكمله، فلو استكملته دخلت دارك‏.‏

‏(‏حم، خ، م وابن خزيمة، حب، طب - عن سمرة‏)‏‏.‏

39794- ‏{‏أيضا‏}‏ عن أبي رجاء العطاردي عن سمرة بن جندب أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل يوما المسجد فقال‏:‏ أيكم رأى رؤيا فليحدث بها‏!‏ فلم يحدث أحد بشيء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ إني رأيت رؤيا فاستمعوا مني‏!‏ بينا أنا نائم إذ جاءني رجل فقال‏:‏ قم‏!‏ فقمت، قال امضه، فمضيت ساعة فإذا أنا برجلين رجل قائم والآخر نائم، والقائم يجمع الحجارة ويضرب بها رأس النائم فيشدخه، فإلى أن يجيء بحجر آخر عاد رأسه كما كان، فقلت‏:‏ سبحان الله‏!‏ ما هذا‏؟‏ فقال امض أمامكم، فمضيت ساعة فإذا برجلين رجل جالس وآخر قائم وفي يده حديدة فيضعها في شدقه فيمده حتى يبلغ حاجته ثم ينزعه وهذا يمد الجانب الآخر فإذا مد هذا عاد هذا كما كان، فقلت‏:‏ سبحان الله ما هذا‏؟‏ قال‏:‏ امض، أمامك، فمضيت ساعة فإذا أنا بنهر من دم وفيه رجل يسبح وعلى شاطئ النهر رجل يجمع حجارة قد أحماها قد تركها مثل الجمرة كلما دنا منه ألقمه حجرا للذي في الدم فيرجع، فقلت‏:‏ سبحان الله‏!‏ ما هذا‏؟‏ قال‏:‏ امض أمامك، فمضيت ساعة فإذا أنا بروضة قد ملئت أطفالا ووسطهم رجل يكاد يرى رأسه طولا في السماء، قلت‏:‏ سبحان الله‏!‏ ما هذا‏؟‏ قال امض أمامك، فمضيت ساعة فإذا أنا بشجرة لو اجتمع تحتها الخلق لأظلتهم وتحتها رجلان واحد يجمع حطبا والآخر يوقد، قلت‏:‏ سبحان الله‏!‏ ما هذا‏؟‏ قال‏:‏ ارقه‏.‏

فرقيت ساعة فإذا أنا بمدينة مبنية من ذهب وفضة وإذا أهلها شق منهم سود وشق منهم بيض، فقلت‏:‏ سبحان الله‏!‏ ما هذا‏؟‏ قال‏:‏ امض أمامك، هل تدري أين مآبك‏؟‏ قلت‏:‏ مآبي عند الله عز وجل، قال‏:‏ صدقت، قال‏:‏ انظر إلى السماء، فإذا أنا برائبة، قال ذلك مآبك، قلت‏:‏ ألا تخبرني عما رأيت‏؟‏ قال‏:‏ لا تفارقني وسلني عما بدا لك وإذا بمدينة أوسع منها ووسطها نهر ماؤه أشد بياضا من اللبن فيه رجال مشمرون يشدون إلى المدينة الأخرى فيضفونهم في ذلك النهر فيخرجون بيضا نقاء‏.‏

قلت‏:‏ أخبرني عن هذه المدينة الأخرى‏!‏ قال‏:‏ تلك الدنيا فيها ناس خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، تابوا فتاب الله عليهم، قلت‏:‏ فالرجلان اللذان كانا يوقدان النار تحت الشجرة‏؟‏ قال‏:‏ ذلك ملكا جهنم يحمون جهنم لأعداء الله عز وجل يوم القيامة، قلت‏:‏ فالروضة‏؟‏ قال‏:‏ أولئك الأطفال وكل بهم إبراهيم عليه الصلاة والسلام يربيهم إلى يوم القيامة، قلت‏:‏ فالذي يسبح في الدم‏؟‏ قال‏:‏ ذاك صاحب الربا ذاك طعامه في القبر إلى يوم القيامة، قلت‏:‏ فالذي يشدخ رأسه‏؟‏ قال‏:‏ ذاك رجل تعلم القرآن ونام عنه حتى نسيه ولا يقرأ منه شيئا، كلما رقد دقوا رأسه في القبر إلى يوم القيامة، لا يدعونه ينام، وسألته عن الذي يشق شدقه‏؟‏ قال‏:‏ ذاك رجل كذاب‏.‏

‏(‏قط في الأفراد، كر‏)‏‏.‏

39795- ‏{‏أيضا‏}‏ عن أبي رجاء العطاردي عن سمرة‏:‏ إني أتاني الليلة آتيان فابتعثاني وقالا لي‏:‏ انطلق‏!‏ فانطلقت معهما، وإذا نحن أتينا على رجل مضطجع فإذا آخر قائم عليه بصخرة وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ بها - رأسه فيتدهده الحجر فيذهب ههنا فيتبعه فيأخذه ولا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى، قلت هما‏:‏ سبحان الله‏!‏ ما هذا‏؟‏ قالا لي‏:‏ انطلق انطلق فانطلقنا فأتينا على رجل مستلق لقفاه وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ذلك، فما يفرغ منه حتى يصح ذلك الجانب كما كان، ثم يعود إليه فيفعل به كما فعل في المرة الأولى‏:‏ قلت لهما‏:‏ سبحان الله‏!‏ ما هذا‏؟‏ قالا لي‏:‏ انطلق انطلق، فانطلقنا فأتينا على بناء مثل التنور فسمعنا فيه لغطا وأصواتا فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة وإذا هو يأتيهم لهب من أسفل منهم فإذا أتاهم ذلك اللب ضوضؤا، قلت لهما‏:‏ سبحان الله‏!‏ ما هذا‏؟‏ قالا لي‏:‏ انطلق انطلق، فانطلقنا فأتينا على نهر أحمر مثل الدم فإذا في النهر رجل يسبح وإذا على شاطيء النهر رجل قد جمع عنده حجارة وإذا ذاك السابح يسبح ثم يأتي ذلك الذي قد جمع عنده حجارة فيفغر له فاه فيلقمه حجرا حجرا فيذهب فيسبح ما يسبح ثم يرجع إليه كلما رجع فغر له فاه فالقمه حجرا‏.‏

قلت لهما‏:‏ ما هذا‏؟‏ قالا‏:‏ انطلق انطلق، فانطلقنا فأتينا على رجل كريه المرآة كأكره ما أنت راء رجلا مرآة وإذا عنده نار يحشها ويسعى حولها، قلت لهما‏:‏ ما هذا‏؟‏ قالا لي‏:‏ انطلق انطلق، فانطلقنا فأتينا روضة معشبة فيها من كل نور الربيع وإذا بين ظهراني الروضة رجل قائم طويل لا أكاد أرى رأسه طولا في السماء فإذا حول الرجل من أكثر ولدان رأيتهم قط وأحسنه‏.‏ قلت لهما‏:‏ سبحان الله‏!‏ ما هذا‏؟‏ قالا لي‏:‏ انطلق انطلق، فانطلقنا فانتهينا إلى دوحة عظيمة لم أر دوحة قط أعظم منها ولا أحسن، قالا لي‏:‏ ارق فيها، فارتقينا فانتهينا إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة، فأتينا باب المدينة فاستفتحناها، ففتح لنا فدخلناها فتلقانا فيها رجال شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء وشطر كأقبح ما أنت راء رجلا، فقالا لهم‏:‏ اذهبوا‏:‏ فقعوا في ذلك النهر‏!‏ وإذا نهر معترض يجري كأن ماءه المحض في البياض، فذهبوا فوقعوا فيه، ثم رجعوا إلينا وقد ذهب عنهم السوء وصاروا في أحسن صورة‏.‏

قالا لي‏:‏ هذه جنة عدن وها هو ذاك منزلك، فقلت لهما‏:‏ بارك الله فيكما‏!‏ ذراني أدخله، قالا‏:‏ أما الآن فلا وأنت داخله، قلت لهما‏:‏ إني قد رأيت هذه الليلة عجبا فما هذا الذي رأيت‏؟‏ قالا لي‏:‏ أما إنا سنخبرك، أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر فإنه رجل يأخذ بالقرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة؛ وأما الرجل الذي أتيت عليه يشرشر شدقه وعينه ومنخره إلى قفاه فإنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق؛ وأما الرجال والنساء العراة الذين في مثل بناء التنور فإنهم الزناة والزواني، وأما الرجل الذي يسبح في النهر ويلقم الحجارة فإنه آكل الربا، وأما الرجل الذي عنده النار الكريه المرآة فإنه مالك خازن جهنم، وأما الرجل الذي في الروضة فإنه إبراهيم، وأما الولدان الذين حوله فكل مولود على الفطرة؛ قالوا‏:‏ يا رسول الله‏!‏ وأولاد المشركين‏؟‏ قال‏:‏ وأولاد المشركين، وأما القوم الذين كانوا شطرا منهم حسنا وشطرا منهم سيئا فإنهم قوم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا فتجاوز الله عنهم‏.‏

‏(‏حم، طب‏)‏‏.‏

39796- عن سمرة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ إن رجلين ممن دخل النار أشتد صياحهما فقال الرب تبارك وتعالى‏:‏ أخرجوهما، فلما أخرجا قال لهما‏:‏ لأي شيء اشتد صياحكما‏؟‏ قالا‏:‏ فعلنا ذلك لترحمنا، قال‏:‏ رحمتي لكما أن تنطلقا فتلقيا أنفسكما حيث كنتما من النار، فينطلقان فيلقي أحدهما نفسه فيجعلها عليه بردا وسلاما، ويقوم الآخر فلا يلقي نفسه، فيقول له الرب تبارك وتعالى ما منعك أن تلقي نفسك كما ألقى صاحبك‏؟‏ فيقول‏:‏ يا رب‏!‏ إني لأرجو أن لا تعيدني فيها بعد ما أخرجتني، فيقول له الرب‏:‏ لك رجاؤك، فيدخلان الجنة جميعا برحمة الله‏.‏

‏(‏هق - وضعفه‏)‏‏.‏

39797- عن عائشة قالت‏:‏ إن الكافر يسلط عليه في قبره شجاع أقرع فيأكل لحمه من رأسه إلى رجله، ثم يكسى اللحم فيأكل من رجله إلى رأسه فهو كذلك‏.‏

‏(‏هق في عذاب القبر‏)‏‏.‏

39798- ‏{‏مسند أنس‏}‏ قال رجل‏:‏ يا رسول الله‏!‏ كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة‏؟‏ قال‏:‏ إن الذي أمشاه على رجليه قادر على أن يمشيه على وجهه‏.‏

‏(‏حم، خ، م، ن، وابن جرير، وابن أبي حاتم، ك، وابن مردويه، وأبو نعيم، ق‏)‏‏.‏ مر برقم ‏(‏39524‏)‏‏.‏

أهل النار وأهل الجنة

39799- عن سليم بن عامر أبي يحيى الكلاعي قال حدثني أبو أمامة الباهلي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ بينا أنا نائم إذ أتاني رجلان فأخذ بضبعي وأتاني جبلا وعرا فقالا لي‏:‏ اصعد، فقلت‏:‏ إني لا أطيقه، فقالا‏:‏ إنا سنسهل لك، فصعدت حتى إذا كنت في سواء الجبل إذا أنا بأصوات شديد فقلت‏:‏ ما هذه الأصوات‏؟‏ قال‏:‏ هذا عواء أهل النار، ثم انطلق بي فإذا أنا بقوم معلقين بعراقهم مشققة أشداقهم دما، قلت‏:‏ من هؤلاء قال‏:‏ هم الذين يفطرون قبل تحلة صومهم - فقال أبو أمامة‏:‏ خابت اليهود والنصارى، فقال سليم‏:‏ لا أدري أشيئا سمعه أبو أمامة من رسول الله صلى الله عليه وسلم أم شيئا من رأيه ثم انطلق بي فإذا أنا بقوم أشد إنتفاخا وأنتنه ريحا وأسوئه منظرا قلت‏:‏ من هؤلاء‏؟‏ قال‏:‏ هؤلاء قتلى الكفار، ثم انطلق بي فإذا أنا بقوم أشد شيء انتفاخا وأنتنه ريحا وأسوئه منظرا كأن ريحهم المراحيض، قلت‏:‏ من هؤلاء‏؟‏ قال‏:‏ هؤلاء الزانون والزواني، ثم انطلق بي فإذا بنساء ينهشن ثديهن الحيات، قلت‏:‏ من هؤلاء‏؟‏ قال‏:‏ هؤلاء منعن أولادهن ألبانهن؛ ثم انطلق بي فإذا بغلمان يلعبون بين نهرين، قلت‏:‏ من هؤلاء‏؟‏ قال‏:‏ هؤلاء ذراري المؤمنين، ثم تشرف بي شرفا فإذا بنفر ثلاثة يشربون من خمر لهم، قلت‏:‏ من هؤلاء‏؟‏ قال‏:‏ هؤلاء جعفر وزيد وابن رواحة؛ ثم تشرف بي شرفا آخر فإذا أنا بنفر ثلاثة، قلت‏:‏ من هؤلاء‏؟‏ قال‏:‏ هذا إبراهيم وموسى وعيسى وهم ينتظرونك‏.‏

‏(‏ق في كتاب عذاب القبر، ض‏)‏‏.‏

39800- عن عكرمة مولى ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أهون أهل النار عذابا رجل يطأ جمرة يغلي منها دماغه، فقال أبو بكر الصديق‏:‏ وما كان جرمه يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ كانت له ماشية يغشي بها الزرع ويؤذيه وحرم الله الزرع وما حوله غلوة ‏(‏غلوة‏:‏ الغلوة‏:‏ قدر رمية سهم‏.‏ النهاية 3/383‏.‏ ب‏)‏ سهم فاحذروا أن لا يسحت الرجل ماله في الدنيا ويهلك نفسه في الآخرة فلا تسحتوا أموالكم في الدنيا وتهلكوا أنفسكم في الآخرة‏.‏

‏(‏عب‏)‏‏(‏أورده عبد الرزاق في مصنفه ‏(‏11/424‏)‏‏.‏ ص‏)‏‏.‏

39801- عن علي قال‏:‏ صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر ذات يوم بغلس وكان يغلس ويسفر ويقول‏:‏ ما بين هذين وقت؛ لكيلا يختلف المؤمنون، فصلى بنا ذات يوم بغلس، فلما قضى الصلاة التفت إلينا وكأن وجهه ورقة مصحف فقال‏:‏ أفيكم من رأى الليلة شيئا‏؟‏ قلنا‏:‏ لا يا رسول الله‏!‏ قال‏:‏ ولكني رأيت ملكين أتياني الليلة فأخذا بضبعي فانطلقا بي إلى السماء الدنيا فمررت بملك وأمامه آدمي وبيده صخرة فيضرب بها هامة الآدمي فيقع دماغه جانبا وتقع الصخرة جانبا، قلت‏:‏ ما هذا‏؟‏ قالا لي‏:‏ امضه‏!‏ فمضيت فإذا بملك وأمامه آدمي وبيد الملك كلوب من حديد فيضعه في شدقه الأيمن فيشقه حتى ينتهي إلى أذنه، ثم يأخذ في الأيسر فيلتئم الأيمن، قلت‏:‏ ما هذا‏؟‏ قالا لي‏:‏ امضه‏!‏ فمضيت فإذا أنا بنهر من دم يمور كمور المرجل، على فيه قوم عراة، على حافة النهر ملائكة بأيديهم مدرتان، كلما طلع طالع قذفوه بمدرة فتقع في فيه وينتقل إلى أسفل ذلك النهر، قلت‏:‏ ما هذا‏؟‏ قالا لي‏:‏ امضه‏!‏ فمضيت فإذا أنا ببيت أسفله أضيق من أعلاه، فيه قوم عراة توقد من تحتهم النار، فأمسكت على أنفي من نتن ما أجد من ريحهم‏.‏ قلت‏:‏ من هؤلاء‏؟‏ قالا لي‏:‏ امضه‏!‏ فإذا أنا بتل أسود، عليه قوم مخبلين، تنفخ النار في أدبارهم فتخرج من أفواههم ومناخرهم وآذانهم‏.‏

وأعينهم قلت‏:‏ ما هذا‏؟‏ قالا لي‏:‏ امضه‏!‏ فمضيت فإذا أنا بنار مطبقة موكل بها ملك، لا يخرج منها شيء إلا اتبعه حتى يعيده فيها، قلت‏:‏ ما هذا‏؟‏ قالا لي‏:‏ امضه‏!‏ فمضيت فإذا أنا بروضة وإذا فيها شيخ جميل لا أجمل منه وإذا حوله الولدان وإذا شجرة ورقها كآذان الفيلة، فصعدت ما شاء الله من تلك الشجرة وإذا أنا بمنازل لا أحسن منها من زمردة جوفاء وزبرجدة خضراء وياقوتة حمراء، وفيه قدحان وأباريق تطرد‏.‏

قلت‏:‏ ما هذا‏؟‏ قالا لي‏:‏ انزل‏!‏ فنزلت فضربت بيدي إلى إناء منها فغرفت ثم شربت فإذا أحلى من العسل وأشد بياضا من اللبن وألين من الزبد؛ فقالا لي‏:‏ أما صاحب الصخرة التي رأيت يضرب بها هامة الآدمي فيقع دماغه جانبا وتقع الصخرة في جانب فأولئك الذين كانوا ينامون عن صلاة العشاء الآخرة ويصلون الصلوات لغير مواقيتها، يضربون بها حتى يصيروا إلى النار، وأما صاحب الكلوب الذي رأيت ملكا موكلا بيده كلوب من حديد يشق شدقه الأيمن حتى ينتهي إلى أذنه ثم يأخذ في الأيسر فيلتئم الأيمن فأولئك الذين كانوا يمشون بين المؤمنين بالنميمة فيفسدون بينهم، فهم يعذبون بها حتى يصيروا إلى النار؛ وأما الملائكة التي بأيديهم مدرتان من النار كلما طلع طالع قذفوه بمدرة فتقع في فيه فينتقل إلى أسفل ذلك النهر فأولئك أكلة الربا، يعذبون حتى يصيروا إلى النار، وأما البيت الذي رأيت أسفله أضيق من أعلاه، فيه قوم عراة يتوقد تحتهم النار أمسكت على أنفك من نتن ما تجد من ريحهم فأولئك الزناة وذلك نتن فروجهم، يعذبون حتى يصيروا إلى النار؛ وأما التل الأسود الذي رأيت عليه قوما مخبلين تنفخ النار في أدبارهم فتخرج من أفواههم ومناخرهم وأعينهم وآذانهم فأولئك الذين يعملون عمل قوم لوط، الفاعل والمفعول به، فهم يعذبون حتى يصيروا إلى النار؛ وأما النار المطبقة التي رأيت ملكا موكلا بها كلما خرج منها شيء اتبعه حتى يعيده فيها فتلك جهنم تفرق من بين أهل الجنة وأهل النار‏.‏

وأما الروضة التي رأيتها فتلك جنة المأوى؛ وأما الشيخ الذي رأيت ومن حوله من الولدان فهو إبراهيم وهم بنوه؛ وأما الشجرة التي رأيت فطلعت إليها فيها منازل لا منازل أحسن منها من زمردة جوفاء وزبرجدة خضراء وياقوتة حمراء فتلك منازل أهل عليين من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا؛ وأما النهر فهو نهرك الذي أعطاك الله الكوثر، وهذه منازل لك ولأهل بيتك‏.‏

قال‏:‏ فنوديت من فوقي‏:‏ يا محمد يا محمد‏!‏ سل تعطه؛ فارتعدت فرائصي، ورجف فؤادي، واضطرب كل عضو مني، ولم أستطع أن أجيب شيئا، فأخذ أحد الملكين يده اليمنى فوضعها في يدي، وأخذ الآخر يده اليمنى فوضعها بين كتفي فسكن ذلك مني، ثم نوديت‏:‏ يا محمد‏!‏ سل تعطه، قلت‏:‏ اللهم‏!‏ إني أسألك أن تثبت شفاعتي وأن تلحق بي أهل بيتي، وأن ألقاك ولا ذنب لي؛ ثم دلي بي ونزلت علي هذه الآية ‏(‏إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر - إلى قوله‏:‏ صراطا مستقيما‏)‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ فكما أعطيت هذه كذلك أعطانيها إن شاء الله تعالى‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

ذيل القيامة

39802- ‏{‏مسند محجن بن الأدرع‏}‏ يا أيها الناس‏!‏ قد خبأت لكم صوتي منذ أربعة أيام لأسمعكم، ألا فهل من امرئ بعثه قومه فقالوا‏:‏ أعلم لنا ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم‏!‏ قال‏:‏ ألا ثم لعله أن يلهيه حديث نفسه أو حديث صاحبه أو يلهيه الضلال، ألا‏!‏ إني مسؤل هل بلغت، ألا‏!‏ فاسمعوا تعيشوا، ألا اجلسوا، فجلس الناس، ضن ربكم بخمس من الغيب لا يعلمهن إلا هو‏!‏ علم المنية قد علم متى منية أحدكم ولا تعلمونه، وعلم المني حين يكون في الرحم قد علم ولا تعلمونه، وعلم ما في غد قد علم ما أنت ظاعن غدا ولا تعلمه، وعلم الغيث يشرف عليهم آزلين مشفقين ويظل ربك يضحك قد علم أن غوثكم قريب، وعلم يوم الساعة، تلبثون ما لبثت ثم تبعث الصيحة، فلعمر إلهك ما تدع على ظهرها من شيء إلا مات والملائكة الذين مع ربك فأصبح ربك يتطوف في الأرض، وخلت عليه البلاد فأرسل ربك السماء يهضب من عند العرش فلعمر إلهك ما يدع عليها من مصرع قتيل ولا مدفن ميت إلا شقت الأرض عنه، ويخلقه من قبل رأسه فيستوي جالسا فيقول ربكم‏:‏ مهيم لما كان فيه‏؟‏ يقول‏:‏ يا رب‏!‏ أمس اليوم لعهده بالحياة يحسبه حديثا قيل‏:‏ يا رسول الله‏!‏ كيف يجمعنا بعد ما تمزقنا الرياح والبلاء والسباخ‏؟‏ قال‏:‏ أنبئك بمثل ذلك‏!‏ هي في إل‏؟‏‏؟‏ الله تعالى الأرض أشرفت عليها وهي مدرة بالية فقلت‏:‏ لا تحي أبدا، ثم أرسل ربك عليها السماء فلم تلبث عنها الأيام يسيرا‏!‏ حتى أشرفت عليها فإذا هي شربة واحدة، ولعمر إلهك لهو أقدر على أن يجمعكم من الماء على أن يجمع نبات الأرض فتخرجون من الأجداث من مصارعكم فتنظرون إليه ساعة وينظر إليكم‏.‏

قيل‏:‏ يا رسول الله‏!‏ كيف ونحن ملء الأرض وهو شخص واحد ينظر إلينا وننظر إليه‏؟‏ قال‏:‏ أنبئك بمثل ذلك في ال‏؟‏‏؟‏ الله، الشمس والقمر آية منه صغيره ترونهما في ساعة واحدة ويريانكم لا تضامون في رؤيتهما، ولعمر إلهك لهو أقدر على أن يراكم وترونه منهما أن ترونهما ويريانكم، قيل‏:‏ يا رسول الله‏!‏ فما يفعل بنا ربنا إذا لقيناه‏؟‏ قال‏:‏ تعرضون عليه بادية له صفحاتكم لا يخفى عليه منكم خافية فيأخذ ربكم بيده غرفة من الماء فينضح بها قبلكم، فلعمر إلهك ما تخطئ وجه واحد منكم قطرة، فأما المسلم فتدع وجهه مثل الريطة البيضاء، وأما الكافر فتخطمه مثل الحمم الأسود، ألا‏!‏ ثم ينصرف عنكم ويتفرق على أثره الصالحون، فتسلكون جسرا من النار يطأ أحدكم على الجمر فيقول‏:‏ حس، يقول ربك أوانه‏:‏ ألا فتطلعون على حوض الرسول، لا يظمأ والله ناهلة، فلعمر إلهك ما يبسط أحد منكم يده إلا وقع عليها قدح يطهره من الطوف والبول والأذى، ويحبس الشمس والقمر فلا ترون منهما واحدا‏.‏

قيل‏:‏ يا رسول الله‏!‏ فبم نبصر يومئذ‏؟‏ قال‏:‏ مثل بصر ساعتك هذه وذلك مع طلوع الشمس، قيل‏:‏ يا رسول الله فبم نجازى من سيئاتنا وحسناتنا‏؟‏ قال‏:‏ الحسنة بعشر أمثالها والسيئة بمثلها أو تغفر، قيل‏:‏ فما الجنة وما النار‏؟‏ قال‏:‏ لعمر إلهك‏!‏ إن للنار سبعة أبواب ما منهن باب إلا أن يسير الراكب بينهما سبعين عاما، وإن للجنة ثمانية أبواب ما منها بابان إلا أن يسير الراكب بينهما سبعين عاما، قيل‏:‏ فعلى ما نطلع من الجنة‏؟‏ على أنهار من عسل مصفى، وأنهار من كأس ما بها من صداع ولا ندامة، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وأنهار من ماء غير آسن، وفاكهة، ولعمر إلهك ما تعلمون وخير مثله معه، وأزواج مطهرة والصالحات للصالحين تلذونهن مثل لذاتكم في الدنيا ويلذذنكم غير أن لا توالد، قيل‏:‏ على ما أبايعك‏؟‏ قال‏:‏ على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وإياك والشرك‏!‏ لا تشرك بالله إلها غيره‏!‏ قيل‏:‏ فما بين المشرق والمغرب نحل منها حيث شئنا ولا يجني على امرئ إلا نفسه، قال‏:‏ ذلك لك حيث شئت ولا يجني عليك إلا نفسك، قيل‏:‏ هل لأحد ممن مضى منا من خير في جاهلية‏؟‏ قال‏:‏ ما أتيت عليه من قبر عامري أو قرشي من مشرك فقل‏:‏ أرسلني إليك محمد فأبشرك بما يسوءك تجر على وجهك وبطنك في النار‏:‏ ذلك بأن الله بعث في آخر كل سبع أمم نبيا، فمن أطاع نبيه كان من المهتدين، ومن عصاه كان من الضالين‏.‏

‏(‏عم، طب، ك - عن لقيط بن عامر‏)‏‏(‏أخرجه الحاكم في المستدرك ‏(‏4/560 - 561‏)‏ وقال صحيح الاسناد‏.‏ ص‏)‏‏.‏

أطفال المؤمنين

39803- ‏{‏مسند أنس‏}‏ عن أبان عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ يؤتى يوم القيامة بالمتقاعسين والمتبذلين، قالوا‏:‏ يا رسول الله‏!‏ ومن هم‏؟‏ قال‏:‏ أما المتبذلون فهم الذين بذلوا مهج دمائهم، فهراقوها شاهري سيوفهم يتمنون على الله يوم القيامة لا ترد لهم حاجة، وأما المتقاعسون فهم أطفال المؤمنين اشتد عليهم الموقف فيتصايحون فيقول الله‏:‏ يا جبريل‏!‏ ما هذا الصوت - وهو أعلم بذلك‏؟‏ فيقول جبريل‏:‏ أي رب‏!‏ صوت أطفال المؤمنين اشتد عليهم الموقف، فيقول‏:‏ أظلهم تحت ظل عرشي، ثم يقول‏:‏ يا جبريل‏!‏ أدخلهم الجنة فيرتعون فيها، فيسوقهم جبريل فيتصايحون كما تصيح الخرفان إذا أعزلت عن أمهاتها، فيقول‏:‏ يا جبريل - وهو أعلم بذلك منه - ما حالهم‏؟‏ قال‏:‏ أي رب‏!‏ يريدون الآباء والأمهات فيقول عز وجل‏:‏ أدخل الآباء والأمهات مع أطفالهم‏.‏

‏(‏الديلمي‏)‏‏.‏

أطفال المشركين

39804- ‏{‏مسند أبي‏}‏ عن ابن عباس قال‏:‏ أتى علي زمان وأنا أقول‏:‏ أطفال المسلمين مع المسلمين وأطفال المشركين مع المشركين حتى حدثني أبي أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عنهم فقال‏:‏ الله أعلم بما كانوا عاملين‏.‏

‏(‏ط‏)‏‏.‏